نهاية الزواج العرفي
انطلق صوتها عبر الهاتف مجروحا تطلب باب القانون للجميع قالت في أسي أنتم آخر بارقة أمل أمامي فأنا أعلم يقينا ان "دموع الندم" هي لسان حال المظلومين.. أنا سيدة في العقد الثالث من العمر كنت أعمل بوظيفة ادارية في احدي الشركات التجارية الخاصة ومنذ الايام الأولي من استلامي للعمل لاحظت اهتماما غير عادي من المدير حتي بات طوال الوقت لا يرفع عينيه عني بعدها بدأ يبتسم لي ويتبادل معي الحديث الرقيق الذي كان يمطرني خلاله بوابل من كلمات الغزل المعسول.. حتي وقعت فريسة سهلة في شباك هواه ونشأت بيننا قصة حب رائعة وبعدها همس لي برغبته في الزواج مني ولكن دون اعلان الامر في الشركة حتي لا تعلم زوجته أم أولاده فهو لا يقوي علي الدخول معها في مشاكل وقضايا ولا الحرمان من أولاده وهم نقطة ضعفه الوحيدة.. وبالطبع رفضت في البداية فكرة الزواج في السر فأنا كنت وقتها لم أتعد الثامنة والعشرين من عمري وعلي قدر كبير من الجمال وأول فرحة لأسرتي فابتعد عني لمدة شهر بسبب رفضي وبات يتهرب مني وكنت احترق في بعاده عني بعد ان وقعت لشوشتي في غرامه وانتهي الأمر بأن وافقت علي الزواج العرفي بعد ان وعد بتأمين مستقبلي بشراء شقة تمليك للزوجية وكتابة عقدها باسمي وكذلك توقيع قائمة بالمنقولات وبالفعل تم زواجنا في حفل عائلي دون ضجيج أو حتي فستان فرح وفقدت الاحساس بأنني عروس مثل سائر بنات حواء فأنا لم أجلس في كوشة.. المهم مرت الأيام ووعدني زوجي بأنه سيضعني في سويداء قلبه وسيعلن زواجنا في الوقت المناسب بعد ان يمهد الامر بالتدريج وأول طلب له كان صادما لي هو تأجيل الحمل فهو- كما يزعم- لا يرغب في طفل يفسد علينا سعادتنا وتناسي أنني أحلم بطفل أضمه إلي صدري ويكون ونيساً لي في وحدتي فهو لا يأتي لي الا لبضع ساعات وقت الظهيرة ولا ينام في الليل الا مع زوجته الأولي وأولاده وبعد بضعة شهور تبدلت أحوال زوجي وشعرت بفتور مشاعره تجاهي فقد بات لا يأتي لي الا يومين في الاسبوع وانطفأت جذوة مشاعره وبات يثور لأتفه الأسباب ولا يتحمل مني أدني كلمة.. أدركت أنني كنت نزوة عارضة في حياته وبات وشيكا ان ينهي علاقتنا فكان القرار السريع أمامي إنجاب طفل يربطه بي وبالفعل حدث الحمل رغم تحذيره لي وانتظرت حتي ا ستقر وفي الشهر الرابع أخبرته بأنني حامل جن جنون زوجي ولم يتمالك نفسه من هول الغضب وفي لهجة آمرة طلب مني التخلص من الجنين فرفضت فترك المنزل وهو يتوعدني بالويل والثبور وعظائم الأمور ومرت ثلاثة أشهر كاملة حتي الآن دون ان يسأل عني وغير رقم هاتفه المحمول وفي العمل منع سكرتيرته من ان تسمح لي بالدخول اليه بعد ان أصدر قرارا بنقلي من مكان عملي إلي فرع آخر حتي لا يراني أمامه.. شعرت بأنني كنت أبني قصوراً علي أمواج البحر وأدركت بعد فوات الأوان ان أكبر خطأ ارتكبته في حق نفسي هو الزواج العرفي فهو سعادة زائفة سرعان ما تزول ويترك خلفه آثارا مؤلمة.. وحدث ما لم يكن في الحسبان حين تجاسر زوجي واتصل هاتفياً بي وأبلغني بأنه طلقني وطلب مني ان أبحث عن أي شاب يحرر عقد زواج عرفي مني ويسجل المولود باسمه ويدفع له مبلغا محترما.. دارت الدنيا بي وشعرت بقدميّ تغوصان في الأرض من تحتي وأرغب في معرفة رأي القانون هل يمكنني بموجب عقد الزواج العرفي الذي معي ان أسجل المولود بعد الولادة باسم زوجي حتي لو أنكره وما هي حقوقي الشرعية طرف زوجي بعد ثلاث سنوات من الزواج العرفي وهل يحق لي رفع دوي اثبات زواج ضده مع العلم ان الجيران يشهدون معي بتردده الدائم علي منزل الزوجية وهل تصح شكوته بالقائمة أمام النيابة أم لابد من ان يكون الزواج رسميا.
رأي القانون
يقو المستشسار عبدالرؤوف قبطان رئيس محكمة استئناف القاهرة وعضو لجنة العدالة والتشريع بالمجالس القومية المتخصصة: لكي يعتد بالزواج العرفي حتي يتسني لك الحصول علي حقوقك الزوجية فلابد من اللجوء إلي محكمة الاسرة لاثبات هذا الزواج رسمياً أمامها وكذلك طلاقه لك وذلك بموجب عقد الزواج العرفي واقراره بطلاقك.
والمحكمة ستتولي تحقيق صحة هذه الزواج والطلاق بالتالي فاذا ما ثبت لها ان الزواج تم صحيحا مستوفيا شروطه الشرعية وان الطلاق قد تم طبقا للقانون وان هناك معاشرة قد تمت في منزل الزوجية بينكما وشهد الشهود من الجيران بذلك أو مستندات أخري لاثبات ذلك فانها ستصدر حكمها باثبات الزواج العرفي واعتباره رسميا وكذلك اثبات طلاقه لك وبهذا الحكم يمكنك المطالبة بكافة الحقوق قبله من نفقة عدة ومتعة وتسجيل المولود في الاحوال المدنية وطلب فرض نفقة له بعد ذلك كما يمكنك مطالبته بمنقولاتك الزوجية مادامت القائمة موجودة لديك