مع تناقص خطر التدخين في الغرب، نرى أن خطره يتزايد في العالم الثالث، وعند النساء والأطفال تحديداً.. حيث نرى كثيراً من السيدات يدخن السجائر والشيشة، جنباً إلى جنب مع الرجل.. مساواة لاه ..
ترى ما سحر التدخين هذا الذي يجذب هؤلاء؟؟
الواقع أن التدخين ليس سحراً، بل هو عادة أو اعتماد نفسي أو إدمان..
هو عادة ترافق شرب القهوة أو الشاي، أو تتلو الطعام.. وهو اعتماد نفسي، لا سيما في المقاهي، حيث تقوى الرغبة في التدخين حال حدوث ضيقٍ أو تكدرٍ لأي سبب مهما كان تافهاً.. وهو إدمان سرعان ما يحدث بعد التدخين، حيث يدمن الجسم على النيكوتين، وهي حقيقة يخفيها صانعو التبغ في العالم..
صانعو التبغ يغرون المراهقين بالتدخين، فيضيفون إليه المحليات والكاكاو والفانيلا وغيرها من النكهات التي تجذبهم لتجربة المذاق ومن ثم الوقوع في شراكها..
صناعة التبغ إذن مهنة للرزق ولو على حساب إمراض الآخرين وتدهور صحتهم وإزهاق أرواحهم.. ولا عجب إذا عرفنا أن شركات التبغ أخطبوط يخترق مراكز صنع القرار في أماكن مختلفة من العالم.. فهذه الشركات تبحث دائماً عن زبائن جدد وأسواق جديدة.. حيث يُتوفى من زبائنها 120 ألف شخص في أنجلترا وحدها..
التدخين عادة لا يجهل ضررها أحد، فهو آفة متراكمة مع الوقت، وله آثاره السيئة عند الكبار والصغار.. ولا عجب إذا عرفنا أن فيه من المواد الضارة أربعة آلاف مركب ما بين خانق ومسرطن ومسبب للإدمان، وليس النيكوتين سوى واحد منها..
النيكوتين يسبب الإدمان، وكذلك يدخل في تكوين سرطانات الحنجرة والقصبات، ويزيد من التجاعيد حول العينين أربع مرات زيادةً عن المعدل الطبيعي، ويسبب تضيق الشرايين مما يؤدي للإصابة بالنوبات القلبية وآلام الأطراف وآلام الظهر والضعف الجنسي والصداع.. إلخ.. ناهيك عن تأثيره على الأطفال الرضع والأجنة في بطون أمهاتهم..
تدل الدراسات الاجتماعية الحديثة أن مليون مراهق جديد يدخلون عالم إدمان التدخين ف كل عام، كما تدل كذلك على أن نصف المدخنين بدأوا التدخين مبكراً سنياً.. وقد يقضون نحبهم بسبب أمراض متعلقة بالتدخين، لأن من يبدأون التدخين مبكراً، يصعب عليهم تركه لاحقاً، بل إنهم يزيدون جرعة السجائر المستهلكة يومياً شيئاً فشيئاً..
إحدى الدراسات أكدت أن خمس سكان العالم مدخنين، أي حوالي أكثر من مليار شخص، لكن ما يدمي القلب أن 80% منهم من سكان العالم الثالث، وقد مات منهم عام 1995 حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية 1.44 مليون ذكر و475 ألف أنثى..
سيجارة واحدة تؤثر كالتالي في الجسم:
1- يزيد عدد نبضات القلب..
2- يزيد الضغط الشرياني..
3- يقل تدفق الدم والهواء في الرئتين -أي تقل عملية تبادل الغازات-..
4- تهبط حرارة أصابع اليدين والقدمين لأن كمية الدم الواصلة إليها تقل..
5- تثبط حركة الأهداب في القصبات الهوائية، وبالتالي يقل طرد الأجسام الغريبة من الهواء الداخل للجسم..
إذا كان هذا تأثير سيجارة واحدة.. فما بالكم بمن يدخن عشرات السجائر يومياً، فلا عجب إذاً أن معظم المدخنين يسقطون صرعى المرض أسرع من غيرهم..
اسمعوا ماذا يقول أحد المستثمرين في قطاع التبغ:" أحب صناعة التبغ لأن علبة السجائر تكلف سنتاً وتباع بدولار، يدمنها المدخنون ويدينون بالولاء الكامل لماركة السجائر التي اعتادوا عليها".. هل ترضى أيها المدخن أن يقال عنك ذلك ..
تقول مديرة منظمة الصحة العالمية:"إن السجائر مسؤولة عن وفاة 4 ملايين شخص سنوياً، 80% منهم ينتمون إلى الدول النامية، إن السجائر سلعة تروج بمهارة، وتقدم إلى مستهلكيها كمية نيكوتين تبقيهم مدمنين طوال حياتهم، لهذا يجب أن تباع السجائر بوصفة طبية".. ولكن لا يمكن تنفيذ هذا القرار لأنه كما ذكرنا أن شركات التبغ تسيطر على مراكز صنع القرار في مناطق حيوية من العالم..
أخيراً، تذكرت هذه العبارة عندما قرأت موضوع التبغ هذا، (( المدخن يبقى شاباً، ولا يدخل بيته اللصوص، ولا تطارده الكلاب)).. يبقى شاباً لأنه يموت مبكراً، ولا يدخل بيته اللصوص لأنه يسعل طوال الليل، ويمشي على عصا فتخاف الكلاب الاقتراب منه.. ..
لكم تحياتي..