محتاجه أتكلم ..محتاجة الدعاء..من القلب للقلب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
النهاردة الكلام مش كلامى بس كان فى حد عاوز يوصل ليكم كلام بس مكسوف وهوا مش مشترك معانا بس كان لازم الكلام يوصل ليكم علشان تحسوا بيه على العموم دى مش حد غريب دى اختكم فى الله وتحبكم فى الله وهى بتقول

فى البدايه اقول ...انا لا اعترض على قضاء الله و احمده على كل شئ
ولكنى بحاجه للبوح بما بداخلى
كانت صديقتى ....اختى....عمرا طويلا مر علينا بجوار بعضنا البعض....وكان رحيلها صدمة لا تنسى....
صدمة ان اجد نفسى اشعر بالوحده برغم من كثرة من حولى....
اجد نفسى حزينه برغم من انطلاق ضحكاتى وقهقهاتى...
اجد شرخا بالقلب لا يبرأ جرحا لا يندمل وحزنا لا ينقص....
حقيقى انا افتقدها .....
افتقد كلماتها الطيبة والمليئه بالافكار الناضجه وبحرص على ارضاء الله عز وجل ....
ارضاء الخالق دون اهتمام بارضاء المخلوق....
مر عام ونصف ولا تزال فكرة موتها غريبة على نفسى...ليس رفضا ...ولكن تعجبا من مجريات الامور ...تعجبا من ذلك الحدث العجيب والمسمى الموت...
سبحان الله يبدو ان عقلى لا يعى هذه الحقيقه بشكلها الكامل وكاننى طفلة صغيره....
نعم عاصرت موت جدتى لامى .......وجدتى لابى.........وخالتى الحبيبه......
عاصرت وفاة كثيرون .....ولكن كانت الفكره لا تأخذ منى وقتا فى التحليل والتفكير ولا حتى فى التأمل ..... عبرة اتعلمها.....و لا شئ ابعد من ذلك..
ولكن حين توفيت هى ....اثارت زوابع فى نفسى لا استطيع ان اواجهها
هل لانها كانت من نفس عمرى؟؟
هل لاننا كنا لصيقتين وشبيهتين فى كل شئ؟؟
هل لاننى لم اتوقع وفاتها وجاء الخبر كالصاعقه؟؟
هل لانها تركت اربعة ابناء فى عمر صغير ....؟؟
هل لانها تركت رضيعا لا يتجاوز السبعة اشهر؟؟
هل لان بيتها امر عليه يوميا...بحكم الجوار يثير شجنى ؟؟
هل لان فى بيتى اشياء كثيره كانت فى الاصل هداياها لى؟؟
هل لان وفاتها كانت غامضة ولم يفك لغزها حتى الان؟؟
هل .........وهل ....... وهل ..........
لا يمر يوم دون ان اتذكرها.......حتى اصبحت جزء من يومى....
المشكله الان انى بعد ان افقت من الصدمه وبدات ازور والدتها واطمئن على ابنها الصغير الذى تعتنى به فى بيت والديها ....واوالى الاطمئنان على اولادها الذين يعيشون مع والدهم ....
اصبحت انا مثار حزن وهم وغم فى كل زياره
فامها لا ترانى الا واحتضنتنى بقوه وكانها تبحث عن ابنتها باحضانى....تخبرنى انها تنتظر دقاتى على باب الشقه وكاننى العيد....دموع نبدا بها الزياره وننهى بها الزياره
وابنها الصغير نطق بكلمة ماما لى...دونا عن جميع من حوله...
اثار دهشه الجميع .....فى تعلقه بى وتشبثه برقتبى حين يحين موعد مغادرتى .............من بكاء لا يوصف.......وتعلق لا يفهم....
فاصبحت اجد نفسى مجبرة على ان اباعد فى الزيارات........فكفاهم من الحزن ما يعيشون فيه.......اصبحت اتصل هاتفيا اتصالات اتحجج فيها بانشغالى حتى لا ازورهم...حتى لا اثير احزانهم واجددها ....
فلا اخفى عليكم ان يوم الزياره اعود منه منهكة القوى....ضائعة نفسيا.....محطمة المعنويات.....
ولا البث ان اهدأ واقراء القرآن وادعوا لها فى صلاتى ....واخبر نفسى بان فى الزياره القادمه ساكون اقوىباذن الله ....ساعود هادئه ولكن كل مره تتشابه....وكل مره اعود ملتاعه....فيكفينى نظرة لوالدها الذى اصبح عجوزا فى خلال عام ونصف.........وامها التى انحنى ظهرها واصفر وجهها .....وجدتها التى تتعجل يومها حتى تلحق بحفيدتها .....وابنها الجميل وهو ينتقل من يد ليد عسى شعر بالحنان الذى افتقده بوفاة امه...
ولان الله لا ينسى احدا.....فالحمد لله الطفل شخصيته محبوبه وسبحان الله له قبول عجيب وفى لحظة يدخل قلب الجميع...
المشكله اننى اصبحت حساسه بشكل مزعج
الدموع تتسارع بالانهمار لمجرد موقف لا يستدعى الدموع....
مع انى احاول دوما الا اخبر احدا بما اعانى.........لا ازعج احدا بما اشعر .....ولكن يبدو لى ان هذا هو السبب ...اننى كبت مشاعرىحتى تخلط الاوراق اويظن احدا ان ذلك اعتراض على موتها ...واستغفر الله العظيم ....
علمت منذ فتره ان زوجها تزوج بسيدة فاضله...كانت والدة صديقتى هى السبب فى اقدامه على هذه الخطوه فكانت تقول : لو انك حقا احببت ابنتى رحمها الله فالتتزوج بمن تحنو على اولادها....لتحضر لاطفالها اما حنونا تعوضهم ....وكان هو يرفض ويتعجب من كلماتها...
والحمد لله الذى رزقه بتلك السيده والتى نحسبها على خير.....
ومع ذلك يوم زواجه كان يوما حزينا فلااخفى عليكم ...ان قلبى أعتصره الحزن...وان اهلها كلهم كانوا صامتين ولكن عيونهم تحكى ما يعانون..

والان اتعجب....هل كان لها كل تلك المكانة بقلبى وانا لم ادرك الا بموتها ؟؟
ام اننى اعيش فى عالم الاحزان بارداتى؟؟
هل انا فعلا مقصرة فى حق امها وابنها ولذلك استشعر هذا الحزن دوما؟؟
ولماذا حين اقوم بواجبى تجاه امها وابنها لا اشعر اننى فعلت شيئا؟؟
دائما اشعر بنقص ما........ هناك شئ مفقود
هناك فراغ لا اعرف كيفية سده....
مع ان لى صديقات حميمات ..منهن من ترعرعن معى منذ الصغر ومنهن من هن جديدات فى حياتى ويعلم الله ان حبى لهن ومشاعرى تجاههن صادقه...
ولكن يبقى هذا المكان شاغرا.....
يبقى هذا القلب مفطورا بفراقها......

ادعوا لى ان يهون الله على ما انا فيه ...لقد تخيلت ان بمرور الوقت تختفى الاحزان وتنقص ولكنها للاسف تزداد...
كيف اخرج مما انا فيه؟؟
وللعلم هذه اول مره اخرج ما بداخلى...حتى اقرب الناس الى لم اصارحهم بمعاناتى...ولكن فضفضتى هنا تريحنى....
فدعواتكم الصالحه.....هى ما اريد
دمتم بخير ولا اراكم الله مكروها فى عزيز لديكم
اختكم فى الله

موها

أعتقد أن ما تعانينه هو من نبل أصلك و كرم أخلاقك
فمن النادر جدا أن نجد من يتذكر و يفي لأصدقاءه في ظل زخم الحياة الحالية
لذلك لا تحزني من حالك بل يجب أن تسري لأنك لازلت على العهد مع هذه الصديقة الصدوقة رحمها الله و أسكنها فسيح جناته
و طبيعي جدا شعورك هذا عندما تذهبين لوالدتها و ابنها لرؤيتهم
فنحن نجتر الماضي كله عندما نرى ما يحرك فينا الذكريات
و لكني لا أؤيدك في التقليل من زيارتهم طالما أن لك في قلوبهم هذه المنزلة
أنت أقوى من أن تجعلي مثل هذه المشاعر تبعدك عنهم
فهذا الطفل اليتيم المسكين إذا كانت رؤيته لك تدخل السعادة في قلبه
فهنيئا لك بالشقاء في سبيل رؤية ابتسامته
و إني لأحسدك على هذا الشقاء الذي سيكون لك نورا في الآخرة
فليس أفضل من إدخال السرور و الفرح على قلب يتيم
أما بالنسبة لشعورك فعندما تداومين على الدعاء لها بالرحمة و المغفرة
و أن يغفر لها الله كل ذنوبها و أن يجعلها من أهل جناته
أعتقد أنك ستبلغين بعد ذلك منزلة من الاطمئنان و الراحة و الرضا بقضاء الله
فنحن لا ندري أين الخير و أين الشر و لكننا نعلم أن الأمر بيد الله دائما و يجب أن نرضى به
واجبك الذي يمكن أن تفي به حق صداقتها هو المداومة على الدعاء لها و المداومة على زيارة ابنها
فهذا سيكسبك راحة نفسية تجاهها و ارتياح داخلي بأنك لازلت على العهد معها و هي عند ربها
و أدع الله لك أن يرزقك الصبر و السلوان أنت و أهلها على فراقها
و أن يرزقك اما فيه الخير و الصلاح
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موها

الموضوع ده جميل وكبير جدأ .. بس ممكن نعرف الكلام ده بتاع مين أو أصلا مين اللى قاله
علشان ميحصلش لخبطة..ممكن