:basmalah:
عين تدمع من خشية الله
1- العلاقة بين البكاء والقلب.
2- ماذا قال العلم في البكاء ؟
3- نظراتٌ في القرآن الكريم.
4- دعاء: "اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من عينٍ لا تدمع، وقلبٍ لا يخشع".
5- كلماتٌ في قسوة القلب.
1- العلاقة بين البكاء والقلب:
البكاء من خشية الله تعالى قد يكون علامةً من علامات رقَّة القلب، ولكن عدمه ليس علامةً من علامات قسوة القلب.
إنَّ ما عليك البحث عنه يا أختي الكريمة هو النظر في قلبك، وفي تأثرك بكلام الله تعالى أو بالعبادة، وإحساسك بهذا بعيدًا عن النظر في عينيك.
2- ماذا قال العلم في البكاء ؟
الرأي العلمي يا أختي هند في موضوع البكاء يقول: إنَّ الدموع مرتبطة بالظروف الاجتماعية، فمن نشأ في بيئةٍ تعوَّدت على البكاء عند الملمَّات تكون درجة تنبيهات مركزه العاطفي أكبر ممن نشأ في بيئةٍ تعاملها العاطفي مع الملمَّات أقل حدَّة، مع تسليمنا كذلك بطبائع البشر واختلافاتهم الداخلية، والتي عبرها يكون تأثُّر إنسانٍ بأمرٍ ما أكثر من تأثُّر آخر نشأ في نفس البيئة.
3- نظراتٌ في القرآن الكريم:
أ- حال المؤمنين:* (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقِّ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبلُ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون).
* (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم).
* (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجِلَت قلوبُهم).
* (الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب).
* (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعَلِم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قرِيبًا).
ب- حال الكافرين:* (أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
* (ذلك بأنَّهم آمنوا ثمَّ كفروا فطُبِع على قلوبهم فهم لا يفقهون).
* (كلاَّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
* (فلمَّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم).
هذه بعض الآيات وهناك غيرها، فالحديث كلُّه حديث قلوبٍ لا عيون، فإذا صلح القلب لم يعد للعين دور، فما هي إلا وسيلة، مجرَّد وسيلة.
4- دعاء: "اللهم إنَّا نعوذ بك من عين لا تدمع، وقلب لا يخشع":
إن هذا مجرَّد دعاءٍ لم يثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو ليس مقصودًا لذاته، وإنَّما لغايته، ويؤكِّد هذا أنَّ النصَّ الصحيح الثابت عن رسول الله صلى عليه وسلم في هذا هو: "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها" رواه مسلم.
فليس فيه ذكرٌ للعيون والدموع، وإنَّما للقلوب والخشوع.
5- كلمات في قسوة القلب:
إنَّ ما علينا البحث عنه بشكلٍ جدِّيٍّ هو قسوة القلب، أن نعرف علامات قسوة القلب، وأن ننظر في قلوبنا، هل تحقَّق فيها شيء من هذه العلامات أم لا ؟؟
ما القلب القاسي ؟:
القلب القاسي هو:
* الذي لا يخضع للحقِّ ولا يخشع أمامه.
* الذي لا تؤثِّر فيه النصيحة أو التحذير.
* الذي لا تؤثِّر فيه المشاهد التي تدعو للرقَّة، كتأوُّه المظلوم، أو شكوى اليتيم، أو عجز الضعيف، فيتصرَّف أمامها كمن لم يرَ ولم يسمع.
- أسباب قسوة القلب:
** من أشدِّ أسباب قسوة القلب:
الاسترسال في الذنوب واقتراف المعاصي من غير توبةٍ إلى الله وقد أشار سبحانه وتعالى إلى هذا السبب بقوله عن الكفرة و الفسقة: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، يعني أنَّ ما كانوا يقترفونه من الآثام والذنوب جعل قلوبهم مطبوعًا عليها وقاسيةً لا تلين لذكر الله عزَّ وجلَّ، ولا تخشع لعبادته.
الغفلة عن ذكر الله عزَّ وجلَّ، والإعراض عن الموعظة والتذكُّر والتفكُّر في خلقه وآلائه، وفي القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله)
ج- أكل الحرام؛ أي أن يكون المال الذي يعيش منه المرء مالاً مكتسبًا من طرقٍ غير شرعيَّةٍ.. فإنَّ ذلك يكون سببًا له في قسوة قلبه، ومانعًا له من استجابة دعائه، مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا
** أمَّا دواء قسوة القلب ومعالجتها فمن أهمها:
الإكثار من ذكر الله عزَّ وجلَّ، في كلِّ وقتٍ وحين، وكما قالت السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كلِّ أحيانه) رواه البخاري
قراءة القرآن؛ فإنَّه أفضل الذكر ولاسيَّما إذا كانت قراءة القرآن بتدبُّرٍ ومدارسةٍ وتأمُّلٍ في مضامينه ومعانيه، فإنَّها تنوِّر القلب، وتُفسِح الصدر، وتُذهِب ما فيه من ضيقٍ وكدرٍ، مصداقًا لقوله عزَّ وجلّ: (وشفاء لما في الصدور).
الاستماع للموعظة، وهو أشدُّ تأثيرًا في القلب من قراءة الكتب، فالاستماع له أثره في القلب ووقعه على النفس، فلذلك ينبغي للمؤمن أن يختار من أهل العلم من يطمئن إلى دينه وعلمه فيجلس إليه ويستمع من مواعظه، كما يحرص على حضور الجمعة عند الخطباء الراشدين الذين ينتفع بحديثهم.
مواساة الفقراء والمعوزين ولاسيَّما اليتامى منهم، فهذا يلين القلب، مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم) رواه الطبراني.
المداومة على العمل الصالح باختلاف أنواعه وأصنافه، قال الله عزَّ وجل: (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقِّ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم).
تعهُّد النفس بالتوبة الدائمة من كلِّ ذنبٍ، فإنَّ الران الذي تصنعه المعاصي على القلب حتى تغلِّفه بسواد المعصية لا يُذيبه إلا سرعة التوبة والأوبة إلى الله عزَّ وجل، قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)) فدوام التوبة الصادقة تجعل القلب في حياة دائمة، ولا تترك فرصةً للران - الذي يُورِث القلب القسوةَ - في أن يتكوَّن.
ثمَّ بعد هذا تلجأ إلى الدعاء، وتتضرَّع إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُليِّن قلبك، ويجعله خاشعًا لذكره سبحانه، ولاسيَّما أن تُكثر من الدعاء الذي علَّمنا إيَّاه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (ما أصاب أحدٌ قط همٌّ ولا حزنٌ فقال:
اللهمَّ إنِّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيت به نفسك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي، إلا أذهب الله همَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلَّمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلَّمها) رواه أحمد وصحَّحه الألباني .
اخواتي ... الدموع فقط ليست هي المقياس على رقَّة القلب، كما أنَّ عدمها لا يعني عدم الرقَّة ، و ما دمت تشعرين بالحزن في داخلك، وبقشعريرة عندما تستحضرين آيات العذاب كما تقولين، فثقي أنَّ قلبك حيٌّ، وأنَّك من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى: "وقلوبهم وجِلة" إن شاء الله تعالى، حتى وإن لم تدمع عيونك، فالقلب هو المقياس لا العين.منقوووووووووووووووووووووووووووووووول
_______________
محمد عماد