السلامـــ عليكم ــ ورحمة الله تعالى وبركاته
بسمـــ الله ــ الرحمن الرحيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بينما كان يقود سيارته في طريقٍ بريٍ في ساعة متأخرة من ليلٍ حالك الظلام
والطريق مزدحم بالسيارات و فجأة و دون مقدمات انطفأ مصباح السيارة فساد
الخوف والارتباك كل من بالسيارة ذُهل القائد و بلغ الخوف منه مبلغه فهو
يحذر أن يصطدم بمن أمامه و يخشى أن يُصدم من خلفه
تخيلت نفسي مكانه و قلت لنفسي ماذا لو انطفأ المصباح ؟ و أدركت حقيقةً
نغفل عنها كثيراً وهي حاجتنا الماسة إلىالنور فالنور مصدر للأمن و الراحة
و الطمأنينة و السكون و الهناء,
والظلمة على النقيض من ذلك فهي مأوى الشرور فيها الضيق و الخوف و القلق
تنتشر فيها دواب الأرض و هوامها ، وأنا أتأمل هذه المقارنة بين النور
والظلمة و أتذكر فرح الصغير الذي لا يعقل بالنور و خوفه و بكاءه من الظلمة
و مبادرة كل الناس إلى التخلص من الظلمة كل حسب استطاعة ، حتى أن الذي لا
يملك مصباحاً كهربائياً يبادر إلى إيقاد جذوة من النار يهتدي بها من
الظلمات ، قلت في نفسي كم هي الظلمة مَبْغَضَةٌ مَكْرُوهَةٌ عند كل الناس
و لكن مع كل هذا الكره لها إلا أن كثيراً من الناس قد رضي بظلمة هي في
الحقيقة أشد وحشةً و ضيقاً و خوفاً و ذعراً من الظلمة الحسية إنها ظلمة
القلب إي و ربي إنها لأعظم خطراً و أجل خطباً من ظلمة انطفاء المصباح ومن
ظلمة الليل البهيم فما أحوجنا إخوتي الكرم إلى نور الإيمان ليبدد الظلمات
من قلوبنا
قال تعالى : {أَوَمَنْ
كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي
النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام (122)
فهل يستوي من يعيش في ظلمات الذنوب و المعاصي بمن منّ الله عليه بالهدى و نّور قلبه بالإيمان كلا و ربي
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله [وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات
إليه من كل جانب كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل
مكان ] الجواب الكافي (125)
وقال رحمه الله : [أصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق : كمال حياته ونوره فالحياة والنور مادة الخير كله
قال الله تعالى :
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي
بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ
مِنْهَا }
قال تعالى : ( يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
(الحديد:12)
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به ... يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس يقطعه ... إلا بنور ينجي العبد في الكــــرب